اندكس ن فح الباري من ن

الرابط

 https://drive.google.com/file/d/1oQ6F4ip_x4FPYXEL9by5sq_at0QyoUMM/view?usp=sharing

اندكس / جاهز للالصاق بأي موفع

الخميس، 23 فبراير 2023

سلسلة فوائد من كتب ابن الجوزى من اعداد فريق موقع الكلم الطيب[فوائد من كتاب ذم الهوى ومن كتاب رسالة الى ولدى]

سلسلة فوائد من كتب ابن الجوزى رحمه الله

من اعداد فريق موقع الكلم الطيب

فوائد من كتاب  ذم الهوى

عن إسحاق بن عبد الله أن أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار عمر بن الخطاب بخ بخ والله بني الخطاب والله لتتقين الله أو ليعذبنك

حكمــــــة

عن الحسن قال أيسر الناس حسابا يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم لله عز و جل في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم فإن كان الذي هموا به لله عز و جل مضوا فيه وإن كان عليهم امسكوا قال وإنما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا اتخذوها على غير محاسبة فوجدوا الله عز و جل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر ثم قرأ يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها

حكمــــــة

عن الحسن قال إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز و جل وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حسابوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه فيقول والله إن لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك هيهات هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا ما لي ولهذا والله لا أعود إلى هذا ابدا إن شاء الله

حكمــــــة

لقمان لابنه يا بني إن الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حرون فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق وإن فتر قائدها حرنت فإذا اجتمعا استقامت إن النفس إذا اطمعت طمعت وإذا فوضت إليها أساءت وإذا حملتها على أمر الله صلحت وإذا تركت الأمر إليها فسدت فاحذر نفسك واتهمها على دينك وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها ولا بد له منها وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب وما كرهت منها كره

حكمــــــة

سمعت قتادة يقول يا ابن آدم إن كنت تريد أن لا يأتي الخير إلا عن نشاط فإن نفسك إلى السآمة والفتور والملل أقرب ولكن المؤمن هو العجاج والمؤمن هو المتوقى والمؤمن هو المتشدد وإن المؤمنين هم العجاجون إلى الله عز و جل بالليل والنهار والله ما زال المؤمنون يقولون ربنا ربنا في السر والعلانية حتى استجاب لهم

حكمــــــة

عن مجاهد في قوله ولا أقسم بالنفس اللوامة قال تندم على ما فات وتلوم نفسها

حكمــــــة

عن ميمون بن مهران قال لا يكون الرجل تقيا حتى يحاسب نفسه محسابته لشريكه

حكمــــــة

عن سلمة بن منصور عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس قال كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل الدعاء وكان يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه ثم يقول حس ثم يقول يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ما حملك على ما صنعت يوم كذا

حكمــــــة

قال وهب بن الورد بينما امرأة في الطواف ذات يوم وهي تقول يا رب ذهبت اللذات وبقيت التبعات يا رب سبحانك إنك لأرحم الراحمين يا رب مالك عقوبة إلا النار فقالت صاحبة لها يا أخية دخلت بيت ربك اليوم فقالت والله ما أرى هاتين القدمين وأشارت إلى قدميها أهلا للطواف حول بيت ربي عز و جل فكيف أراهما أهلا أطؤ بهما بيت ربي وقد علمت حيث مشتا وأين مشتا

حكمــــــة

مر حسان بن أبي سنان بغرفة فقال متى بنيت هذه ثم أقبل على نفسه فقال تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنك بصوم سنة فصامها

حكمــــــة

عن منكدر بن محمد عن أبيه أن تميما الداري نام ليلة لم يقم يتهجد فيها فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع

حكمــــــة

قال معاوية بن هشام بن عبد الملك لخالد بن صفوان بم بلغ فيكم الأحنف بن قيس ما بلغ فذكر كلاما طويلا إلى أن قال كان أشد الناس على نفسه سلطانا

حكمــــــة

دخل رجل على عبد الملك بن مروان ممن كان يوصف بالعقل والأدب فقال له عبد الملك تكلم فقال بم أتكلم وقد علمت أن كل كلام يتكلم به المتكلم عليه وبال إلا ما كان لله فبكى عبد الملك ثم قال يرحمك الله لم يزل الناس يتواعظون ويتواصون قال يا امير المؤمنين إن للناس في القيامة جولة لا ينجو من غصص مرارتها إلا من أرضى الله بسخط نفسه

حكمــــــة

قال عبد الله بن الأهتم لابنه يا بني توق نفسك فإن في خلافها رشدك

حكمــــــة

قال محمد بن المنكدر إني خلفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول اجلسي أين تريدين اين تذهبين أتخرجين إلى احسن من هذا المسجد انظري إلى ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان قال وكان يقول لنفسه مالك من الطعام إلا هذا الخبز والزيت ومالك من الثياب إلا هذين الثوبين ومالك من النساء إلا هذه العجوز أفتحبين أن تموتي فقالت أنا اصبر على هذا العيش

حكمــــــة

قيل لرجل كيف تصنع في شهوتك قال ما في الأرض نفس أبغض إلى منها فكيف اعطيها شهوتها

حكمــــــة

سمعت عبد الله بن المبارك يقول إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كره فينبغي لنا أن نكرهها

حكمــــــة

قال عمر بن عبد العزيز أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس

حكمــــــة

استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز و جل وليس بشاغل يشغلك عن الله عز و جل كنفسك التي هي بين جنبيك

حكمــــــة

سمعت ابا على الروذباري يقول النفس مجبولة على سوء الأدب والعبد مأمور بملازمة الأدب فالنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة والعبد مجتهد في ردها فمتى اعانها فهو شريكها في فسادها

حكمــــــة

قال لي علي بن سعيد رأيت في النوم امرأة لا تشبه نساء الدنيا فقلت من أنت قالت حوراء قلت زوجيني نفسك فقالت اخطبني إلى سيدي قلت فما مهرك قالت حبس نفسك عن مألوفاتها

حكمــــــة

سمعت أبا عمران الحديثي يقول ما مددت يدي مذ عقلت عن الله عز و جل ولنفسي فيه نصيب ولولا أن الله عز و جل أودعنا هذه النفوس بحفظها له لجعلنا على ذروة كل جبل منها قطعة

حكمــــــة

سمعت السرى يقول اقوى الفتوة غلبتك نفسك ومن عجر عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز ومن علامة الاستدراج العمى عن عيوب النفس

حكمــــــة

سمعت أحمد بن سليمان يقول وجدت في كتابي عن حاتم الأصم قال الموت الأحمر مخالفة النفس

حكمــــــة

قال يحيى بن معاذ لا تربح على نفسك بشيء أجل من أن تشغلها في كل وقت بما هو أولى بها

حكمــــــة

قال محمد ابن الفضل أنزل نفسك منزلة من لا حاجة له فيها ولا بد له منها فإن من ملك نفسه عز ومن ملكته نفسه ذل

حكمــــــة

سمعت أبا محمد الجريري يقول من استولت عليه النفس صار أسيرا في حكم الشهوات محصورا في سجن الهوى وحرم الله على قلبه الفوائد فلا يستلذ كلامه ولا يتسحليه وإن كثر ترداده على لسانه

حكمــــــة

قال محمد بن احمد بن سالم البصري من صبر على مخالفة نفسه أوصله الله إلى مقام أنسه

حكمــــــة

سمعت أبا بكر ابن الضرير المقرى يقول دافعت الشهوات حتى صارت شهوتي المدافعة

حكمــــــة

سمعت الجنيد يقول ما أخذنا التصوف عن القيل والقال لكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات

حكمــــــة

قال فراس العابد قلت لراهب اوصني فقال عليك بما تكره نفسك فألزمه قلبك فإنه يقدم بك على ما تحب وإياك وما تحبه فإنه يقفك على ما تكره

حكمــــــة

كان عبد الله بن عمر اعتق جاريته التي يقال لها رميثة وقال إني سمعت الله قال في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإني والله إن كنت لأحبك في الدينا اذهبي فأنت لوجه الله

حكمــــــة

عن عبد الرحمن بن مهدي قال رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت ما فعل الله بك قال لم يكن إلا أن وضعت في اللحد حتى وقفت بين يدي الله تعالى فحاسبني حسابا يسيرا ثم أمر بي إلى الجنة فبينا أنا أدور بين أشجارها وأنهارها ولا أسمع حسا ولا حركة إذ سمعت قائلا يقول سفيان بن سعيد فقلت سفيان بن سعيد قال تحفظ أنك آثرت الله على هواك يوما قال قلت إي والله فأخذتني صواني النثار من جميع الجنة

حكمــــــة

حكى أبو بكر بن الأنباري عن بعض العلماء أنه قال إنما سمى الصبر صبرا لأن تمرره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرر الصبر في الفم واعلم وفقك الله أن الصبر مما يامر به العقل وإنما الهوى ينهى عنه فإذا فوضلت فوائد الصبر وما تجلب من الخير عاجلا وآجلا بانت حينئذ فضائل العقل وخساسة الهوى واعلم أن الصبر ينقسم قسمين صبر عن المحبوب وصبر على المكروه فالطاعة مفتقرة إلى الصبر عليها والمعصية مفتقرة إلى الصبر عنها

حكمــــــة

عن ميمون بن مهران قال الصبر صبران الصبر على المصيبة حسن وأفضل من ذلك الصبر عن المعاصي وما نال أحد شيئا من جميع الخير نبي فمن دونه إلا بالصبر

حكمــــــة

سمعت سليمان بن القاسم يقول كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال الله عز و جل إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

حكمــــــة

قال الحواريون لعيسى بن مريم يا روح الله كيف لنا بأن ندرك جماع الصبر قال اجعلوا عزمكم في الأمور كلها بين يدي هواكم ثم اتخذوا كتاب الله عز و جل إماما لكم في دينكم

حكمــــــة

قال الحارث المحاسبي لكل شيء جوهر وجوهر الإنسان العقل وجوهر العقل الصبر

حكمــــــة

قال عمر بن عثمان المكي لقد وبخ الله التاركين للصبر على دينهم بما أخبرنا عن الكفار أنهم قالوا امشوا واصبروا على آلهتكم فهذا توبيخ لمن ترك الصبر من المؤمنين على دينه

حكمــــــة

قال السلمي وسمعت أبا نصر الطوسي يقول سمعت محمد بن داود الدينوري يقول سئل عبد الخزاز عن علامة الصبر فقال ترك الشكوى وإخفاء الصبر والبلوى

حكمــــــة

قال أكثم بن صيفي حيلة من لا حيلة له الصبر وأنشد ابن مسروق إذا طالعك الكره كن بالصبر لواذا وإلا ذهب الأجر فلا هذا ولا هذا

حكمــــــة

أنبأنا وهيب أن ابن عمر باع جمل فقيل له لو أمسكته فقال لقد كان موافقا ولكنه أذهب شعبة من قلبي فكرهت أن أشغل قلبي بشيء

حكمــــــة

عن امرأة كانت تسكن البادية قال سمعتها تقول لو تطالعت قلوب المؤمنين بفكرها إلى ما ادخر لها في حجب الغيوب من خير الأجر لم يصف لهم في الدنيا عيش ولم تقر لهم في الدنيا عين

حكمــــــة

قال أحمد بن خضرويه القلوب أوعية فإذا امتلأت من الحق أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح وإذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمها على الجوارح

حكمــــــة

سئل إبراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال العزلة والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب ولا على حقد ويهب لمن ظلمه حقه

حكمــــــة

قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الأقفال والأقفال أشد من ذلك

حكمــــــة

قال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب

حكمــــــة

كان بعض الحكماء يقول إذا لم يستعمل القلب فيما خلق له من الفكر في اجتلاب المصالح في الدين والدنيا واجتناب المفاسد تعطل فاستترت جوهريته فإذا أضيف إلى ذلك فعل ما يزيده ظلمة كشرب الخمر وطول النوم وكثرة الغفلة صار كالحديد يغشاه الصدأ فيفسده

حكمــــــة

عن الأعمش قال كنا عند مجاهد فقال القلب هكذا وبسط كفه فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا فعقد واحدا ثم إذا أذنب قال هكذا وعقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصابع في الذنب الخامس يطبع على قلبه قال مجاهد فأيكم يرى أنه لم يطبع على قلبه

حكمــــــة

روى أن رجلا سأل عائشة ما دواء قسوة القلب فأمرته بعيادة المرضى وتشييع الجنائز وتوقع الموت وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال أدمن الصيام فإن وجدت قسوة فأطل القيام فإن وجدت قسوة فأقل الطعام وسئل ابن المبارك ما دواء القلب فقال قلة الملاقاة

حكمــــــة

خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق

حكمــــــة

سمعت إبراهيم الخاص يقول دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين

حكمــــــة

عن امرأة كانت تسكن البادية قال سمعتها تقول لو تطالعت قلوب المؤمنين بفكرها إلى ما ادخر لها في حجب الغيوب من خير الأجر لم يصف لهم في الدنيا عيش ولم تقر لهم في الدنيا عين

حكمــــــة

قال أحمد بن خضرويه القلوب أوعية فإذا امتلأت من الحق أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح وإذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمها على الجوارح

حكمــــــة

سئل إبراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال العزلة والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب ولا على حقد ويهب لمن ظلمه حقه

حكمــــــة

قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الأقفال والأقفال أشد من ذلك

حكمــــــة

قال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب

حكمــــــة

كان بعض الحكماء يقول إذا لم يستعمل القلب فيما خلق له من الفكر في اجتلاب المصالح في الدين والدنيا واجتناب المفاسد تعطل فاستترت جوهريته فإذا أضيف إلى ذلك فعل ما يزيده ظلمة كشرب الخمر وطول النوم وكثرة الغفلة صار كالحديد يغشاه الصدأ فيفسده

حكمــــــة

عن الأعمش قال كنا عند مجاهد فقال القلب هكذا وبسط كفه فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا فعقد واحدا ثم إذا أذنب قال هكذا وعقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصابع في الذنب الخامس يطبع على قلبه قال مجاهد فأيكم يرى أنه لم يطبع على قلبه

حكمــــــة

روى أن رجلا سأل عائشة ما دواء قسوة القلب فأمرته بعيادة المرضى وتشييع الجنائز وتوقع الموت وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال أدمن الصيام فإن وجدت قسوة فأطل القيام فإن وجدت قسوة فأقل الطعام وسئل ابن المبارك ما دواء القلب فقال قلة الملاقاة

حكمــــــة

خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق قال السلمي

حكمــــــة

سمعت إبراهيم الخاص يقول دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين

 

حكمــــــة

سمعت أحمد بن خضرويه يقول القلوب جوالة إما أن تجول حول العرش وإما أن تجول حول الحش

حكمــــــة

عن خالد بن معدان قال ما من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب وإذا أراد الله به غير ذلك تركه على ما فيه ثم قرأ أم على قلوب أقفالها

حكمــــــة

سأل محمود أبا سليمان وأنا حاضر ما أقرب ما يتقرب به إلى الله عز و جل فبكى أبو سليمان ثم قال مثلى يسأل عن هذا أقرب ما تتقرب به إليه أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو

حكمــــــة

سمعت يحيى بن معاذ يقول النسك هو العناية بالسرائر وإخراج ما سوى الله عز و جل من القلب

حكمــــــة

سمعت إبراهيم الخواص يقول قال لي محمد ابن الفضل ما خطوت أربعين سنة خطوة لغير الله عز و جل وأربعين سنة ما نظرت في شيء أستحسنه حياء من الله عز و جل

حكمــــــة

عن حكيم بن جعفر قال قال ضيغم لكلاب إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبه لذة تداني محبته ولا يأملون في الآخرة من كرامة الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم قال فسقط كلاب مغشيا عليه

حكمــــــة

سمعت سهل بن عبد الله يقول حرام على قلب أن يشتم رائحة اليقين وفيه سكون إلى غير الله وحرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز و جل

حكمــــــة

سئل أحمد بن خضرويه أي الأعمال أفضل قال رعاية السر عن الالتفات إلى شيء سوى الله قال السلمي وسمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا محمد المرتعش يقول سكون القلب إلى غير المولى تعجيل عقوبة من الله في الدنيا

حكمــــــة

سئل الشبيل عن قوله عز و جل قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم فقال أبصار الرؤوس عما حرم الله وأبصار القلوب عما سوى الله عز و جل

حكمــــــة

قال ابن جهضم وسمعت ابن سمعون يقول في مجلسه ما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أو تمثال فإذا كان الملك لا يدخل بيتا فيه صورة أو تمثال فكيف تدخل شواهد الحق قلبا فيه أوصاف غيره من البشر

حكمــــــة

سمعت محمد بن حسان أو ابن أبي حسان يقول كنت مارا في البادية فإذا أنا براهب قد أحرقته السموم والرياح فقلت له عظني فقال لي احذر فإنه غيور لا يحب أن يرى في قلب عبده أحدا سواه

حكمــــــة

اعلم وفقك الله أن البصر صاحب خبر القلب ينقل إليه اخبار المبصرات وينقش فيه صورها فيجول فيها الفكر فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه من أمر الآخرة ولما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب أمرك الشرع بغض البصر عما يخاف عواقبه فإذا تعرضت بالتخليط وقد أمرت بالحمية فوقعت إذا في أذى فلم تضج من أليم الألم

حكمــــــة

سمعت فتح بن شخرف يقول قال لي عبد الله ابن خبيق يا خراساني إنما هي أربع لا غير عينك ولسانك وقلبك وهواك فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل وانظر لسانك لا تقل به شيئا يعلم الله خلافه من قلبك وانظر قلبك لا يكون فيه غل ولا حقد على أحد من المسلمين وانظر هواك لا تهو شيئا من الشر فإذا لم يكن فيك هذه الأربع خصال فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت

حكمــــــة

حدثنا مالك بن دينار قال قال داود نبي الله عليه السلام معاشر الأتقياء تعالوا أعلمكم خشية الله عز و جل أيما عبد منكم أحب أن يحيا ويرى الأعمال الصالحة فليحفظ عينيه أن تنظر إلى السوء ولسانه أن ينطق بالإفك عين الله إلى الصديقين وهو سميع لهم

حكمــــــة

دخل عبد الله بن مسعود على مريض يعوده ومعه قوم وفي البيت امرأة فجعل رجل من القوم ينظر إلى المرأة فقال عبد الله لو أنفقأت عينك كان خيرا لك

حكمــــــة

عن سفيان الثوري في قوله تعالى وخلق الإنسان ضعيفا قال المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر إليها ولا ينتفع بها فأي شيء أضعف من هذا

حكمــــــة

عن سفيان قال قال عيسى بن مريم إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة

حكمــــــة

كان الربيع بن خثيم يغض بصره فمر به نسوة فأطرق حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى

حكمــــــة

قال ابن عباس في قوله تعالى يعلم خائنة الأعين قال الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيريهم أنه يغض بصره عنها فإن رأى منهم غفلة نظر إليها فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره وقد اطلع الله عز و جل من قلبه أنه يود أنه نظر إلى عورتها

حكمــــــة

عن إسحاق بن سويد عن العلاء بن زياد قال لاتتبع بصرك رداء امرأة فإن النظرة تجعل في القلب شهوة

حكمــــــة

قال ذو النون اللحظات تورث الحسرات أولها أسف وآخرها تلف فمن تابع طرفه تابع حتفه

حكمــــــة

قال بعض الحكماء أول العشق النظر وأول الحريق الشرر

حكمــــــة

فاحذر يا أخي وفقك الله من شر النظر فكم قد أهلك من عابد وفسخ عزم زاهد وسترى في غضون هذا الكتاب ما تعتبر به من قصص من فتنة النظر فاتعظ بذلك وتلمح معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم النظر سهم مسموم لأن السهم يسري إلى القلب فيعمل في الباطن قبل أن يرى عمله في الظاهر فاحذر من النظر فإنه سبب الآفات إلا ان علاجه في بدايته قريب فإذا كرر تمكن الشر فصعب علاجه

حكمــــــة

عن الوضين بن عطاء عن بعض التابعين قال كانوا يكرهون أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الجميل

حكمــــــة

عن حذيفة قال من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب فقد أبطل صومه

حكمــــــة

عن أبي سنان عن عمرو بن مرة قال نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكف بصري فأرجو أن يكون ذلك جزائي

حكمــــــة

سمعت أبا عمرو بن علوان يقول خرجت يوما إلى سوق الرحبة في حاجة فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها ووقفت في جملة الناس حتى يدفن الميت فوقعت عيني على امرأة مسفرة من غير تعمد فلححت بالنظر واسترجعت واستغفرت الله وعدت إلى منزلي فقالت لي عجوز يا سيدي مالي أرى وجهك أسود فأخذت المرآة فنظرت فإذا وجهي أسود فرجعت إلى سري أنظر من أين دهيت فتذكرت النظرة فانفردت في موضع أستغفر الله وأسأله الإقالة أربعين يوما فخطر في قلبي أن زر شيخك الجنيد فانحدرت إلى بغداد فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال لي ادخل يا أبا عمرو تذنب بالرحبة وتستغفر ربك ببغداد

حكمــــــة

حدثني الحسن بن مجاهد قال غض البصر عن محارم الله يورث حب الله

حكمــــــة

سمعت أبا الحسين الوراق يقول من غض بصره عن محرم أورثه الله بذلك حكمة على لسانه يهدى بها سامعوه ومن غض بصره عن شبهة نور الله قلبه بنور يهتدي به إلى طريق مرضاته

حكمــــــة

إعلم وفقك الله أنك إذا امتثلت المأمور به من غض البصر عند أول نظرة سلمت من آفات لا تحصى فإذا كررت النظر لم تأمن أن يزرع في قلبك زرعا يصعب قلعه فإن كان قد حصل ذلك فعلاجه الحمية بالغض فيما بعد وقطع مراد الفكر بسد باب النظر فحينئذ يسهل علاج الحاصل في القلب

حكمــــــة

سمعت أبا تراب النخشبي يقول احفظ همك فإنه مقدمة الأشياء فمن صح له همه صح له ما بعد ذلك من أفعاله وأحواله

حكمــــــة

قيل لبعض الحكماء ما سبب الذنب قال الخطرة فإن تداركت الخطرة بالرجوع إلى الله ذهبت وإن لم تفعل تولدت عنها الفكرة فإن تداركتها بالرجوع إلى الله بطلت وإلا فعند ذلك تخالط الوسوسة الفكرة فتولد عنها الشهوة وكل ذلك بعد باطن في القلب لم يظهر على الجوارح فإن استدركت الشهوة وإلا تولد منها الطلب فإن تداركت الطلب وإلا تولد منه الفعل

حكمــــــة

عن فرات عن ميمون ابن مهران قال ثلاثة لا تبلون نفسك بهن لا تدخلن على سلطان وإن قلت آمره بطاعة الله ولا تدخلن على امرأة وإن قلت أعلمها كتاب الله عز و جل ولا تصغين سمعك لذي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه

حكمــــــة

عن معاذ بن جبل قال ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغنى وكلفن الفقير مالا يجد

حكمــــــة

عن سعيد بن المسيب قال ما يئس الشيطان من ابن آدم قط إلا أتاه من قبل النساء

حكمــــــة

عن أبي سنان أن راهبا قال لسعيد بن جبير في الفتنة يستبين من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت

حكمــــــة

سمعت يونس بن جبير يقول شيعنا جندب بن عبد الله فلما بلغ خص المكاتب قلنا له أوصنا قال أوصيكم بتقوى الله عز و جل والقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقه فإن عرض بلاء فعرض مالك قبل نفسك فإن تجاوزه البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك فإن المحزوب من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه إنه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة وإن النار لا يفك أسيرها ولا يستغني فقيرها

حكمــــــة

قال مطرف نظرت فإذا ابن آدم ملقى بين يدي الله عز و جل وبين إبليس فإن شاء أن يعصمه عصمه وإن تركه ذهب به إبليس

حكمــــــة

عن ابن عباس أنه قال يا صاحب الذنب لا تأمنن سوء عاقبته ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا علمته قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب إذا ظفرت به وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته

حكمــــــة

كتبت عائشة إلى معاوية أما بعد فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عاد حامده من الناس ذاما

حكمــــــة

قال الحسن ما عصى الله عبد إلا أذلة الله تبارك وتعالى

حكمــــــة

عن علي ابن زيد قال شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب فسمعته يقول إن أفضل العبادة أداء الفرائض واجتناب المحارم

حكمــــــة

عن الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعيد قال لا تنظر في صغر الخطيئة ولكن انظر من عصيت

حكمــــــة

حدثنا الحسن بن مسلم قال سمعت الحسن يقول يا بن آدم ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة

حكمــــــة

عن المعتمر بن سليمان عن ابيه قال إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته

حكمــــــة

عن الحسن البصري أنه كان إذا ذكر أهل المعاصي يقول هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم

حكمــــــة

قال محمد بن كعب القرظي ما عبد الله بشيء قط أحب إليه من ترك المعاصي

حكمــــــة

قال الفضل بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عنده

حكمــــــة

قال بشر إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل

حكمــــــة

سمعت أبا الحسن المزين يقول الذنب بعد الذنب عقوبة الذنب والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة

حكمــــــة

اعلم وفقك الله أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى وهي وإن سر عاجلها ضر آجلها ولربما تعجل ضرها فمن أراد طيب عيشه فليلزم التقوى

حكمــــــة

حدثنا الأصمعي عن أبيه قال كان شيخ يدور على المجالس ويقول من سره أن تدوم له العافية فليتق الله عز و جل

حكمــــــة

فمتى رأيت وفقك الله تكديرا في حال فتذكر ذنبا قد وقع فقد قال الفضيل بن عياض إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي وقال أبو سليمان الداراني من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفيء في ليله

حكمــــــة

كان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثل تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار

حكمــــــة

تفكر وفقك الله فيما أكسبك الذنب من الخجل فقد قيل للأسود ابن يزيد عند موته أبشر بالمغفرة فقال وأين الخجل مما المغفرة منه

حكمــــــة

كان بعض الحكماء يقول إن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل قيل له كيف يسيء الإنسان إلى من يحب فقال إذا عصيت الله أسأت إلى نفسك وهي أكبر محبوباتك

حكمــــــة

قيل لبعض الحكماء من أشد الناس اغترارا فقال أشدهم تهاونا بالذنب فقيل له علام تبكي فقال على ساعات الذنوب قيل علام تأسف قال على ساعات الغفلة

 

حكمــــــة

كان بعض الحكماء يقول هب أن المسيء قد غفر له أليس قد فاته ثواب المحسنين

حكمــــــة

قال أبو علي الروذباري من الاغترار أن تسيء فيحسن إليك فتترك التوبة توهما أنك تسامح في الهفوات

حكمــــــة

عن ابن عباس أنه قال لعبيد تزوجوا فإن العبد إذا زنا نزع الله منه نور الإيمان رده الله إليه بعد أم أمسكه

حكمــــــة

عن عطاء الخراساني قال إن لجهنم سبعة أبواب أشدها غما وكربا وحرا وأنتنها ريحا للزناة

حكمــــــة

عن عطاء الخراساني قال إذا ظهر الزنا كثر الموت وإذا أكل الربا كان الخسف والزلزلة وإذا جار الحكام قحط المطر وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية

حكمــــــة

اعلم أن العقوبة تختلف فتارة تتعجل وتارة تتأخر وتارة يظهر أثرها وتارة يخفى وأطرف العقوبات مالا يحس بها المعاقب وأشدها العقوبة بسلب الايمان والمعرفة ودون ذلك موت القلوب ومحو لذة المناجاة منه وقوة الحرص على الذنب ونسيان القرآن وإهمال الإستغفار ونحو ذلك مما ضرره في الدين وربما دبت العقوبة في الباطن دبيب الظلمة إلى أن يمتلىء أفق القلب فتعمى البصيرة

حكمــــــة

أهون العقوبة ماكان واقعا بالبدن في الدنيا وربما كانت عقوبة النظر في البصر فمن عرف لنفسه من الذنوب ما يوجب العقاب فليبادر نزول العقوبة بالتوبة الصادقة عساه يرد ما يرد

حكمــــــة

سمعت فضيلا يقول ما يؤمنك أن تكون بارزت الله بعمل مقتك عليه فاغلق دونك أبواب المغفرة وأنت تضحك كيف ترى يكون حالك

حكمــــــة

سمعت يزيد الرقاشي يقول بلغني أنه من بكى على ذنب من ذنوبه نسي حافظاه ذلك الذنب

حكمــــــة

عن مالك بن دينار قال البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الورق اليابس

حكمــــــة

عن ابن مسعود أنه قال إني لأعلم آيتين لا يقرأهما عبد عند ذنب يصيبه ويستغفر الله إلا غفر له قوله ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه الآية وقوله والذين إذا فعلوا فاحشة الاية

حكمــــــة

سمعت يحيى بن معاذ يقول الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل وعلامة التائب إسبال الدمعة وحب الخلوة والمحاسبة للنفس عند كل همة

حكمــــــة

سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول المغبون من عطل أيامه بالبطالات وسلط جوارحه على الهلكات ومات قبل إفاقته من الجنايات

حكمــــــة

عن مجاهد في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان قال هو الذي إذا هم بمعصية ذكر مقام الله عليه فيها فانتهى

حكمــــــة

عن مجاهد في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان قال هو الرجل يذكر الله عند المعاصي فينحجز عنها

حكمــــــة

سمعت مالك بن دينار يقول جنات النعيم بين جنات الفردوس وبين جنات عدن فيها جوار خلقن من ورد الجنة قيل ومن يسكنها قال الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني والذين انثنت أصلابهم من خشيتي وعزتي إني لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى أهل الجوع والعطش من مخافتي صرفت عنهم العذاب

حكمــــــة

عن ميمون قال الذكر ذكران فذكر الله عز و جل باللسان حسن وأفضل منه أن يذكر الله عندما يشرف عليه من معاصيه

حكمــــــة

عن ابن مسعود أنه كان يقول إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع ما زرع

حكمــــــة

أن أبا بكر الصديق كان يقول في خطبته أين الوضاة الحسنة وجوههم أين المعجبون بشبابهم أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور الوحا الوحا النجا النجا

حكمــــــة

عن أبي زكريا التيمي قال بينا سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتى بحجر منقور فطلب من يقرأه فأتى بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه ابن آدم إنك لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طويل أملك ولرغبت في الزيادة من عملك ولقصرت من حرصك وحيلك وإنما يلقاك ندمك لو قد زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك فبان منك الوالد والقريب ورفضك الولد والنسيب فلا أنت إلى دنياك عائد ولا في حسناتك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة

حكمــــــة

كتب الأوزاعي إلى أخ له أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب وأعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة فاحذر الله والقيام بين يديه وأن يكون آخر عهدك به والسلام

حكمــــــة

بلغني أن رجلا كتب إلى داود الطائي أن عظني بموعظة قال فكتب إليه أما بعد فاجعل الدنيا كيوم صمته عن شهوتك واجعل فطرك الموت فكتب إليه زدني فكتب إليه أما بعد فارض من الدنيا باليسير مع سلامة دينك كما رضى أقوام بالكثير مع ذهاب دينهم والسلام

حكمــــــة

عن سفيان قال أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران إنه ليست عقوبتي لمن عرفني واجترأ علي كمن لم يعرفني

حكمــــــة

رأس مالك قلبك ووقتك وقد شغلت قلبك بهواجس الظنون وضيعت أوقاتك بارتكاب مالا يعنيك فمتى يربح من خسر رأس ماله

حكمــــــة

عن إبراهيم بن بشار يقول مررت أنا وأبو يوسف الفسولي في طريق الشام فوثب إليه رجل فسلم عليه ثم قال يا أبا يوسف عظني بموعظة أحفظها عنك قال فبكى ثم قال اعلم يا أخي أن اختلاف الليل والنهار وممرهما يسرعان في هدم بدنك وفناء عمرك وانقضاء أجلك فينبغي لك يا أخي أن لاتطمئن حتى تعلم أين مستقرك ومصيرك وساخط ربك عليك بمعصيتك وغفلتك أو راض عنك بفضله ورحمته ابن آدم الضعيف طفة بالأمس وجيفة غدا فإن كنت لا ترضى بهذا فسترد وتعلم وتندم في وقت لا ينفعك الندم قال وبكى أبو يوسف وبكى الرجل وبكيت لبكائهما ووقعا مغشيا عليهما

حكمــــــة

وعظ أعرابي ولده فقال لا الدهر يعظك ولا الأيام تنذرك والساعات تعد عليك والأنفاس تعد منك وأحب أمريك إليك أعودهما بالضر عليك

حكمــــــة

كتب بعض الحكماء إلى أخ له أما بعد فإن الدنيا حلم والآخرة يقظة والمتوسط بينهما الموت ونحن في أضغاث أحلام والسلام

حكمــــــة

قال محمد بن علي الترمذي اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك واجعل شكرك لمن لا تنقطع عنك نعمه واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه

حكمــــــة

عن وسف بن الحسين يقول علم القوم أن الله يراهم فاستحيوا من نظره أن يراعوا شيئا سواه

حكمــــــة

مخلد بن الحسين قال عدت مريضا فقلت له كيف تجدك قال هو الموت قلت وكيف علمت أنه الموت قال أجدني أجتذب اجتذابا وكأن الخناجر مختلفة في جوفي وكأن جوفي تنور محمى يتلهب قلت فاعهد قال أرى الأمر أعجل من ذلك فدعا بدواة وصحيفة فوالله ما أتى بها حتى شخص بصره فمات

حكمــــــة

قال إبراهيم بن يزيدالعبدي أتاني رياح القيسي فقال يا أبا إسحاق انطلق بنا إلى أهل الآخرة نحدث بقربهم عهدا فانطلقت معه فأتى إلى المقابر فجلسنا إلى بعض تلك القبور فقال يا أبا إسحاق ما ترى هذا متمنيا لو منى قلت أن يرد والله إلى الدنيا فيستمتع من طاعة الله ويصلح قال فها نحن ثم نهض فجد واجتهد فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات

حكمــــــة

عن قسامة بن زهير قال خطبنا أبو موسى فقال يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت

حكمــــــة

عن وهب بن منبه أنه قال إذا سيرت الجبال فسمعت حسيس النار وتغيظها وزفيرها وشهيقها صرخت الجبال كما تصرخ النساء ثم ترجع أوائلها على أواخرها يدق بعضها بعضا

حكمــــــة

عن مجاهد عن عبيد بن عمر قال إن أهون أهل النار عذابا رجل له نعلان من نار وشرا كان من نار أضراسه جمر ومسامعه جمر أشفار عينيه من لهيب النار تخرج أحشاؤه من قدميه وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهي بهم تفور

حكمــــــة

كان بشرالحافي يقول ما ظنكم بأقوام وقفوا بين يدي الله تعالى مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا ولم يشربوا حتى تقطعت أكبادهم من العطش وأجوافهم من الجوع وأعناقهم من التطاول ورجوا الفرج فأمر بهم إلى النار

 

سلسلة فوائد من كتب ابن الجوزى رحمه الله

من اعداد فريق موقع الكلم الطيب

فوائد من كتاب رسالة الى ولدى

حكمــــــة

قال ابن الجوزى :اعلم يا بني وفَّقك الله أنه لم يميَّزِ الآدميُ بالعقلِ إلا ليعمل بمقتضاه، فاستحضر عقلك وأعمِلْ فِكرَك، واخلُ بنفسك، تعلمْ بالدليل أنك مخلوق مكلف وأن عليك فرائض أنت مطالب بها، وأن الملكين عليهما السلام يحصيان ألفاظك ونظراتك، وأن أنفاسَ الحي خطوات إلى أجله، ومقدارَ اللُّبث في الدنيا قليل، والحبسَ في القبور طويل، والعذابَ على موافقة الهوى وبيل، فأين لذة أمس؟ قد رحلَتْ وأبقَت ندمًا، وأين شهوة النفس؟ نكّسَت رأسًا وأزلّت قدمًا.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى :وما سعِد مَن سعِد إلا بمخالفة هواه، ولا شقِي مَن شقي إلا بإيثار دنياه، فاعتبر بمن مضى من الملوك والزهاد، أين لذةُ هؤلاء وأين تعبُ أولئك ؟ بقي الثواب الجزيل والذكرُ الجميلُ للصالحين، والمقالةُ القبيحة والعقاب الوبيل للعاصين، وكأنه ما شبع مَن شبِع، ولا جاع مَن جاع. والكسلُ عن الفضائل بئس الرفيق، وحبُ الراحة يورث مِن الندم ما يربو على كل لذة، فانتبه وأتعِبْ نفسَك، واعلم أن أداء الفرائض واجتنابَ المحارم لازم، فمتى تعدّى الإنسانُ فالنار النار.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: اعلم أن طلبَ الفضائل نهايةُ مرادِ المجتهدين، ثم الفضائلُ تتفاوت، فمن الناس مَن يرى الفضائلَ الزهدَ في الدنيا، ومنهم مَن يراها التشاغلَ بالتعبد، وعلى الحقيقة فليست الفضائلُ الكاملةُ إلا الجمعُ بين العلم والعمل، فإذا حُصِّلا رفعا صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى، وحرّكاه إلى محبته وخشيته والشوق إليه، فتلك الغاية القصوى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وليس كلُ مريدٍ مرادًا، ولا كلُ طالبٍ واجدًا، ولكن على العبد الاجتهاد، وكلٌ ميسَّرٌ لما خُلق له، والله المستعان.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى :أول ما ينبغي النظر فيه معرفة الله تعالى بالدليل، ومعلومٌ أن من رأى السماء مرفوعة والأرضَ موضوعةًٌ، وشاهدَ الأبنية المحكمة، خصوصًا جسدَ نفسِه، علِمَ أن لا بد حينئذ للصَنعة مِن صانعٍ، وللمبني من بانٍ. ثم يتأمل دليل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، وأكبرَ الدلائل القرءانَ الذي أعجز الخلق أن يأتوا بسورة من مثله. فإذا ثبت عنده وجودُ الخالق وصدقُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وجب تسليمُ عِنانِه إلى الشرع، فمتى لم يفعل دل على خللٍ في اعتقاده.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى : ينبغي له أن يعرف ما يجب عليه من الوضوء والصلاة، والزكاةِ إن كان له مال، والحج، وغير ذلك من الواجبات، فإذا عرف قدرَ الواجب وقام به فينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل، فيتشاغلَ بحفظ القرءان وتفسيره، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبمعرفة سِيَرِه وسِيَر أصحابه والعلماء بعدهم، ليتخيّر مرتبةَ الأعلى فالأعلى. ولا بد من معرفة ما يقيمُ به لسانَه من النحو ومعرفةِ طرفٍ من اللغة مستعمَلٍ. والفقهُ أمُ العلوم، والوعظُ حَلواؤها وأعمها نفعاً.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى :وما تقف همةٌ إلا لخساستِها، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون. وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثَّتْ سارت. ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه ؟ ومَن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرضٍ من أغراضه؟

حكمــــــة

قال ابن الجوزي:وانظر يا بني إلى نفسك عند الحدود، فتلمَّح كيف حِفظُكَ لها ؟ فإنه من راعى رُوعي، ومن أهملَ تُرِك، وإني لأذكر لك بعضَ أحوالي لعلك تنظر إلى اجتهادي، وتسألَ الموفقَ لي.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى :إن أكثر الإنعام عَلِي لم يكن بكسبي، وإنما هو من تدبير اللطيف بي، فإني أذكر نفسي ولي همةٌ عالية وأنا في المكتب ولي نحو من ست سنين، وأنا قرينُ الصبيان الكبار قد رُزِقتُ عقلاً وافرًا في الصغر يزيدُ على عقلِ الشيوخ، فما أذكر أني لعبتُ في طريقٍ معَ صبيٍ قط، ولا ضحِكتُ ضحكًا جارحًا، حتى إني كنتُ ولي سبعُ سنين أو نحوُها أحضرُ رحبةَ الجامع، ولا أتخيّرُ حلقةَ مشعبذٍ، بل أطلب المحدّث، فيتحدث بالسند الطويل، فأحفظُ جميعَ ما أسمع، وأرجع إلى البيت فأكتبه.ولقد وُفِّقَ لي شيخنا أَبُو الفضل ابن ناصر رحمه الله، فكان يحملني إلى الأشياخ، وأسمعني " المسندَ " وغيرَه من الكتب الكبار، وأنا لا أعلم ما يُراد مني، وضبط لي مسموعاتي إلى أن بلغت، فناولني ثبتها، ولازمته إلى أن توفي رحمه الله، فأدركتُ به معرفة الحديث والنقل.ولقد كان الصبيان ينزلون دِجلة، ويتفرجون على الجسر، وأنا في زمن الصغر آخذ جزءًا، وأقعد حُجزةً من الناس إلى جانب الرِّقة فأتشاغلُ بالعلم.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: أُلْهِمت الزهدَ، فسردتُ الصوم وتشاغلت بالتقلل وألزمتُ نفسي صبرَها، فاستمرأتُ وشمّرت ولازمت، وأحببتُ السهر، ولم أقنع بفن واحد من العلم، بل كنت أسمع الفقه والوعظ والحديث وأتّبع الزهاد. ثم قرأت اللغة ولم أترك أحدًا ممن قد انزوى أو يعظ، ولا غريبًا يقدُمُ إلا وأحضره وأتخيّر الفضائل.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: كنت إذا عرض لي أمران أقدّم في أغلب الأحوال حقَ الحق، فأحسن اللهُ تدبيري وأجراني على ما هو الأصلح لي، ودفع عني الأعداء والحساد ومن يكيدني، وهيأ لي أسباب العلم، وبعث إلي الكسب من حيث لا أحتسب، ورزقني الفهمَ وسرعة الحفظ وجودة التصنيف، ولم يُعْوِزني شيئًا من الدنيا، بل ساق إلي مقدارَ الكفاية وأزيَد، ووضع لي في قلوب الخلق من القبول فوق الحد، وأوقع كلامي في نفوسهم فلا يرتابون بصحته. وقد أسلم على يدي نحو من مائتين من أهل الذمة، ولقد تاب في مجالسي أكثر من مائة ألف، وقد قطعتُ أكثر من عشرين ألف جُمّةٍ مما يتعاناه الجهال.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:ولقد كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفَسي من العَدْوِ لئلا اُسبَق، وكنت أصبح وليس لي ما آكل، وأمسي وليس لي شيء، وما أذلني الله لمخلوق، ولكنه ساق رزقي لصيانة عِرضي، ولو شرحتُ أحوالي لطال الشرح، وها أنا، ترى ما قد آلت الحال إليه، وأنا أجمعه لك في كلمة واحدة وهي قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [سورة البقرة/الآية 282].

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:فانتبه يا بني لنفسك واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين، ما دام في الوقت سَعةٌ، واسقِ غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعاتك التي ضاعت، فكفى بها عظة، ذهبَتْ لذةُ الكسل فيها، وفاتت مراتبُ الفضائل، وقد كان السلف رحمهم الله يحبون جمعَ كل فضيلة، ويبكون على فوات واحدة منها.

حكمــــــة

قَالَ إبراهيم بن أدهم رحمه الله: دخلنا على عابدٍ مريض، وهو ينظر إلى رجليه ويبكي، فقلنا: ما لك تبكي ؟ فقال: ما اغبرّتا في سبيل الله تعالى ؛ وبكى آخر فقيل له: ما يبكيك ؟ قَالَ: على يومٍ مضى ما صمته، وعلى ليلة ذهبَت ما قمتها.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:واعلم يا بني أن الأيام تبسُطُ ساعاتٍ، والساعاتُ تبسُط أنفاسًا، وكلُ نفَسٍ خزانة، فاحذر أن تُذهِبَ نفسًا في غير شيء، فترى يوم القيامة خزانةً فارغة فتندم. وقد قَالَ رجل لعامر بن عبد قيس: قف أكلمُك ! فقال: أمسِكِ الشمسَ.

حكمــــــة

قعد قومٌ عند معروف [الكرخي] رحمه الله، فقال: أما تريدون أن تقوموا، فإن ملَكَ الشمس يجرُّها لا يفتُر. وفي الحديث: "من قَالَ سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلةٌ في الجنة"، فانظر إلى مضيِّعِ الساعات كم يفوته من النخل. وقد كان السلف يغتنمون اللحظات، فكان كَهْمَسُ [بن الحسن التميمي] يختم القرءان في كل يومٍ وليلةٍ ثلاث مرات، وكان أربعون رجلاً من السلف يصلون الفجر بوضوء العشاء، وكانت رابعةُ لا تنام الليل، فإذا طلع الفجر هجعَتْ هجعةً خفيفة وقامت فزِعَةً وقالت لنفسها: النوم في القبور طويل.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:ومن تفكر في الدنيا قبل أن يوجَد، رأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج رأى مدة قصيرة، وعلِم أن اللُّبْثَ في القبور طويل، فإذا تفكر في يوم القيامة، علم أنه خمسون ألف سنة، فإذا تفكر في اللُّبث في الجنة أو النار علم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيا ـ فرضنا ستين سنة مثلاً ـ فإنه يَمضي منها ثلاثون في النوم، ونحوٌ من خمس عشر في الصِبا، فإذا حسبتَ الباقي، كان أكثرُه في الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا خلص ما للآخرة وجد فيه من الرياء والغفلة كثيرًا، فبماذا تشتري الحياة الأبدية، وإنما الثمن هذه الساعات؟!

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:ولا يؤيسك من الخير ما مضى من التفريط، فإنه قد انتبه خلق كثير بعد الغفلة والرقاد الطويل، فقد حدثني الشيخ أَبُو حكيم عن قاضي القضاة أبي الحسن [عَلِي بن محمد] الدامَغاني رحمه الله، قَالَ: كنتُ في صبوتي متشاغلاً بالبطالة غيرَ ملتفتٍ إلى العلم، فأحضرني أَبُو عبد الله [محمد بن عَلِي الدامغاني] رحمه الله، وقال لي: يا بني إني لست أبقى لك أبدًا، فخذ عشرين دينارًا وافتح دكانَ خبازٍ وتكسَّبْ ! فقلتُ: ما هذا الكلام ؟! قَالَ: فافتح دكان بزّاز ! فقلت: تقول هذا وأنا ابن قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني ! قَالَ: فما أراك تحب العلم ! فقلت: اذكر لي الدرس َ الساعة، فذكر لي، فأقبلتُ على التشاغل بالعلم واجتهدتُ ففتح الله عَلِي.وحكى لي بعض أصحاب أبي محمد [عبدِ الرحمن بن محمد] الحلواني رحمه الله، قَالَ: مات أبي وأنا ابن إحدى وعشرين سنة، وكنتُ موصوفًا بالبطالة، فأتيتُ أتقاضى بعضَ سكان دارٍ قد ورثتُها، فسمعتهم يقولون: قد جاء المدبَّرُ؛ أي الربيطـ فقلت لنفسي: يقال عني هذا! فجئت إلى والدتي فقلت: إذا أردتِ طلبي فاطلبيني من مسجد الشيخ أبي الخطاب، ولازمتهُ فما خرجتُ إلا إلى القضاء، فصرتُ قاضيًا مدة. قلت: ورأيته أنا وهو يفتي ويناظر.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: فألزِم نفسَك يا بني الانتباهَ عند طلوع الفجر، ولا تتحدث بحديث الدنيا، فقد كان السلف الصالح رحمهم الله لا يتكلمون في ذلك الوقت بشيءٍ من أمور الدنيا. وقل عند انتباهك من النوم: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، إن الله بالناس لرءوف رحيم"،ثم قم إلى الطهارة واركع سنة الفجر واخرج إلى المسجد خاشعًا، وقل في طريقك: "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبممشاي هذا إليك، إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعة، خرجتُ اتقاءَ سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تجيرني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".واقصد الصلاة إلى يمين الإمام، فإذا فرغت من الصلاة فقل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات. ثم سبّح عشرًا، واحمد عشرًا، وكبّر عشرًا، واقرأ آية الكرسي وسلِ اللهَ سبحانه قبول الصلاة، فإن صح لك فاجلس ذاكرًا لله تعالى إلى أن تطلع الشمس وترتفع، ثم صل واركع ما كتب لك وإن كان ثمانِ ركعات فهو حسن.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:ثم تتشاغل بما يمكن من العلوم، وأهمها تصحيح قراءة القرءان، ثم الفقه، فإذا أعدت دروسك إلى وقت الضحى الأعلى، فصلّ الضحى ثماني ركعات، ثم تشاغل بمطالعةٍ أو بنسخٍ إلى وقت العصر.ثم عد إلى دروسك بعد العصر إلى المغرب، وصل بعد المغرب ركعتين، تقرأ فيهما جزئين، فإذا صليت العشاء فعد إلى دروسك.ثم اضطجع فسبح ثلاثًا وثلاثين، واحمد ثلاثًا وثلاثين، وكبر أربعًا وثلاثين.وقل: "اللهم قني عذابك يومَ تجمعُ عبادَك".وإذا فتحت عينيك من النوم فاعلم أن النفس قد أخذت حظها فقم إلى الوضوء، وصل في ظلام الليل ما أمكن، والتوسطُ أن تصلي ركعتين خفيفتين، ثم بعدهما ركعتين بجزئين من القرءان، ثم تعود إلى دروس العلم، فإن العلم أفضل من كل نافلة.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:وعليك بالعزلة فهي أصل كل خير، واحذر من جليس السوء، وليكن جلساؤك الكتب، والنظرَ في سِيَر السلف، ولا تشتغل بعلمٍ حتى تُحكِم ما قبله، وتلمّح سِيَرَ الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون، فقد قَالَ الشاعر في ذلك: ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً ... كنقص القادرين على التمامِ.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:واعلم أن العلم يرفع الأراذل، فقد كان خلقٌ كثير من العلماء لا نسب لهم يُذكر، ولا صورةً تُستَحسَن، وكان عطاءُ بن أبي رباح أسودَ اللون ومستوحَشَ الخِلقة، وجاء إليه سليمان بن عبد الملك وهو خليفة ومعه ولداه، فجعلوا يسألونه عن المناسك، فحدّثهم وهو معرضٌ عنهم بوجهه، فقال سليمان الخليفة لولديه: "قوما ولا تَنَيا ولا تكاسلا في طلب العلم، فما أنسى ذلنا بين يدَي هذا العبد الأسود". وكان الحسن [البصري] مولى -أي مملوكاً- وابن سيرين ومكحولٌ وخلق كثير، وإنما شرفوا بالعلم والتقوى.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:واجتهد يا بني في صيانة عِرضك من التعرض لطلب الدنيا والذل لأهلها، واقنع تَعِزّ، فقد قيل: من قنع بالخبز والبقل لم يستعبده أحد. وجاز أعرابي بالبصرة فقال: من سيد هذه البلدة ؟ فقيل له: الحسن البصري، قَالَ: وبم سادهم ؟ قالوا: استغنى عن دنياهم وافتقروا إلى علمه.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:واعلم يا بني أن أبي كان موسرًا وخلَف ألوفًا من المال، وكان أبوك طفلاً، فاُنفِق عليه من ذلك المال إلى أن بلغ، ولم يرَ بعد بلوغه سوى دارَين، كان يسكن واحدة ويأخذ أجرة الأخرى، ثم أُعطي نحو عشرين دينارًا، وقيل له: هذه التركة كلها، فأخذتُ الدنانير واشتريت بها كتبًا من كتب العلم، وبعت الدارين وأنفقتُ ثمنهما في طلب العلم، ولم يبق لي شيء من المال، وما ذلَّ أبوك في طلب الدنيا كذل غيره، ولا خرج يطوف البلدان كغيره من الوُعَاظ، ولا رأى أكابرُ البلدان رِقاعَه عندهم يستعطيهم، وأمورُه تجري على السداد. {ومن يتقِ اللهَ يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [سورة الطلاق/2-3].

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:يا بني! ومتى صحتِ التقوى رأيتَ كل خير، فالمتقي لا يرائي الخلق ولا يتعرض لما يؤذي دينه، ومَن حفظَ حدودَ الله حُفِظ. قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله تعالى عنهما: " احفظِ اللهَ يحفظْكَ، احفظِ اللهَ تجدْهُ أمامَك".

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:واعلم يا بني أن يونس عليه السلام لما كانت ذخيرته خيرًا نجا بها من الشدة، قَالَ الله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يُبعَثون} [سورة الصافات/143-144]. وأن فرعون لما لم تكن له ذخيرةُ خيرٍ لم يجد في شدته مَخلَصًا، فقيل له: {ءالآن وقد عصيتَ قبلُ} [سورة يونس/91]. فاجعل لك ذخائر خيرٍ من تقوى تجدْ تأثيرَها. وقد جاء في الحديث: " ما من شابٍ اتقى الله تعالى في شبابه إلا رفعه الله تعالى في كِبَرِه". قَالَ الله تعالى:"ولما بلغ أشُدَّهُ آتيناه حُكمًا وعِلمًا وكذلك نجزِى المحسنين" سورة يوسف/22 .

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:واعلم يا بني أن أوفى الذخائر غضُ الطرف عن محرَّمٍ، وإمساكُ اللسان عن فضول كلمة، ومراعاةُ حدٍّ، وإيثارُ اللهِ سبحانه وتعالى على هوى النفس، قد عرفتَ حديثَ الثلاثة الذين دخلوا إلى غارٍ فانطبقت عليهم صخرة، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان وأولاد فكنت أقف بالحليب على أبويّ فأسقيهما قبل أولادي، فإن كنتُ فعلتُ ذلك لأجلك فافرِج عنا ؛ فانفرج ثلث الصخرة، فقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرتُ أجيرًا فتسخَّطَ أجرَه، فاتَّجَرتُ له به فجاء يومًا فقال: ألا تخاف الله ؟! فقلت: انطلق إلى تلك البقر ورعاتها فخذها، فإن كنتُ فعلتُ ذلك لأجلك فافرِج عنا ؛ فانفرج ثلث الصخرة، فقال الآخر: اللهم إني علِقتُ ببنت عمٍ لي، فلما دنوتُ منها قالت: اتق الله ولا تفُضَّ الخاتَمَ إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت فعلت لأجلك فافرِج عنا ؛ فرُفعَت الصخرة وخرجوا ". ورؤي سفيان الثوري رحمه الله في المنام فقيل له: ما فعل الله تعالى بك ؟ قَالَ: ما كان إلا أن وُضِعتُ في اللحد فإذا أنا بين يدي رب العالمين، فأُمِرَ بي إلى الجنة، فدخلتُ فإذا أنا بقائلٍ يقول: سفيان ؟ قلت: سفيان، قَالَ: تذكرُ يومَ آثرتَ اللهَ تعالى على هواك ؟ قلت: نعم ! فأخذَتني صواني النِثارِ من الجنة.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:وينبغي أن تسمو همتك إلى الكمال، فإن خلْقًا وقفوا مع الزهد، وخلْقًا تشاغلوا بالعلم، وندر أقوامٌ جمعوا بين العلم الكامل والعمل الكامل. واعلم أني قد تصفحتُ التابعين ومَن بعدَهم فما رأيت أحظى بالكمال من أربع أنفس: سعيد بن المسيب، وسفيان الثوري، والحسن البصري، وأحمد بن حنبل ؛ وقد كانوا رجالاً إنما كانت لهم هممٌ ضعُفَت عندنا، وقد كان في السلف خلقٌ كثير لهم همم عالية، فإذا أردت أن تنظر إلى أحوالهم فانظر في كتاب " صفة الصفوة "، وإن شئت " أخبار سعيد " و " أخبار سفيان " و " أخبار أَحْمَد بن حنبل "، فقد جمعتُ لكل واحدٍ منهم كتابًا.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:وقد علمتَ يا بني أنني قد صنفتُ مائة كتاب، فمنها " التفسير الكبير " عشرون مجلدًا، و " التاريخ " عشرون مجلدًا، و " تهذيب المسند " عشرون مجلدًا، وباقي الكتب بين كبار وصغار يكون خمسَ مجلدات، ومجلدين وثلاثة، وأربعة، وأقل وأكثر ؛ كفيتُك بهذه التصانيف عن استعارة الكتب وجمع الهمم في التأليف. فعليك بالحفظ، فإن الحفظَ رأسُ المال، والتصرفَ رِبحٌ، واصدُقْ في الحالين في الالتجاء إلى الله سبحانه، فراعِ حدودَه، قَالَ الله تعالى: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [سورة محمد/7]، {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة/152]، {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [سورة البقرة/140].

حكمــــــة

قال ابن الجوزى:وإياك أن تقف مع صورة العلم دون العمل به، فإن الداخلين على الأمراء والمقبلين على أهل الدنيا، قد أعرضوا عن العمل بالعلم، فمُنعوا البركةَ والنفعَ به.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: وإياك أن تتشاغل بالتعبد من غير علم، فإن خلقًا من المتزهدين والمتصوفة ضلوا طريق الهدى إذ عملوا بغير علم.واستر نفسك بثوبين جميلين، لا يُشهِرانِكَ بين أهل الدنيا برِفعتِهما، ولا بين المتزهدين بضِعَتِهِما، وحاسب نفسك عند كل نظرة وكلمة وخطوة، فإنك مسؤول عن ذلك، وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفعُ السامعون، ومتى لم يعملِ الواعظُ بعلمِه زلَّتْ موعظتُه عن القلوب كما يزلُّ الماءُ عن الحجر ؛ فلا تعظنَّ إلا بنية، ولا تمشينَّ إلا بنية، ولا تأكلنَّ إلا بنية، ومع مطالعات أخلاق السلف ينكشفُ لك الأمر.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: وعليك بكتاب " منهاج المريدين " فإنه يعلمك السلوك، فاجعله جليسَك ومعلمك، وتلمَّح كتاب " صيد الخاطر " فإنك تقعُ بواقعاتٍ تُصلِحُ أمرَ دينك ودنياك، واحفظ كتاب " جنة النظر " فإنه يكفي في تلقيح فهمِك للفقه، ومتى تشاغلتَ بكتاب " الحدائق " أطلَعَك على جمهور الحديث، وإذا التفتَّ إلى كتاب " الكشف " أبان لك مستورَ ما في الصحيحين من الحديث، ولا تشاغلَنَّ بكتب التفاسير التي صنفَتها الأعاجمُ، وما ترك " المغني " و " زاد المسير " حاجةً إلى شيء من التفاسير، وأما ما جمعتُه لك من كتب الوعظ فلا حاجة بعدها إلى زيادة أصلاً.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: وكن حسَنَ المداراة للخلق، معَ شدة الاعتزال عنهم، فإن العزلة راحة من خُلَطاء السوء، ومُبقِيَةٌ للوقار، فإن الواعظ خاصةً ينبغي أن لا يُرى مُتَبَذِّلاً، ولا ماشيًا في سوقٍ ولا ضاحكًا، ليَحسُنَ الظنُ به، فيُنتَفَعُ بوعظه. فإذا اضطررتَ إلى مخالطة الناس فخالطهم بالحِلمِ عنهم، فإنك إن كشفتَ عن أخلاقهم لم تقدر على مداراتهم.

حكمــــــة

قال ابن الجوزى: وأدِّ إلى كل ذي حق حقه، من زوجة أو ولد أو قرابة، وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب، فلا تُودِعْها إلا أشرفَ ما يمكن، ولا تهمل نفسك وعوِّدها أشرفَ ما يكون من العمل وأحسنه، وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه، كما قيل: يا من بدنياه اشتغل ... وغرّه طول الأمل. الموت يأتي بغتةً ... والقبر صندوق العمل وراعِ عواقبَ الأمور يهُنْ عليك الصبرُ عن كل ما تشتهي وما تكره، وإن وجدتَ من نفسك غفلة فاحملها إلى المقابر وذكِّرها قربَ الرحيل، ودبِّر أمرك ـ واللهُ المدبرُ ـ في إنفاقك من غير تبذير، لئلا تحتاج إلى الناس، فإن حِفظَ المال من الدين، ولئن تُخَلِّفَ لورثتك خير من أن تحتاج إلى الناس.

حكمــــــة

قال الن الجوزى:يا بني واعلم أننا من أولاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأبونا القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، وأخباره موثقة في كتاب "صفة الصفوة"، ثم تشاغلَ سلفنا بالتجارة والبيع والشراء، فما كان من المتأخرين مَن رُزِقَ همةً في طلب العلم غيري، وقد آل الأمر إليك، فاجتهد أن لا تخيّب ظني فيما رجوتُه فيك ولك. وقد أسلمتك إلى الله سبحانه، وإياه أسأل أن يوفقك للعلم والعمل، وهذا قدر اجتهادي في وصيتي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اندكس بريد مكة

 الرابط